
البيان الختاني
نواكشوط 6 إلى 8 رجب 1443 هـ / 08-10 فبراير 2022م
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد
ديباجة
- نظرا إلى إيماننا العميق بثراء التراث الثقافي، وتعدد الروافد الحضارية، وتنوع النظم الاجتماعية التي تميز القارة الإفريقية، فإننا واثقون أنها تستطيع أن تبتكر مشروعاً فكريا متكاملا لإطفاء نيران الاحتراب، والتصدي للتطرف الذي تكاد حرائقه أن تلتهم مناطق واسعة من قارتنا الخضراء.
- ونظرا إلى أن التطرف ما فتئ يوظف الفكر الديني لتحقيق مآرب تدميرية، تتمثل في زعزعة الاستقرار ، وتهديد السلم الوطني، والدولي، فقد أصبح "واجب الوقت" على العلماء والقادة الدينيين التدخل العاجل من أجل التصدي للعنف والتطرف والمساعدة في فهم هذه الظاهرة، وتحليل أسبابها، ومعرفة تشكلاتها وملابساتها، واستشراف مآلاتها المستقبلية، وتفكيك الخطاب الإيديولوجي الذي تستمد منه "شرعيتها" وما توظفه من مناهج خاطئة في الاستدلال ، ومفاهيم مغلوطة في مجالي الدين و السياسة ، وتنزيل خاطئ للنصوص الشرعية على غير محلها، وعدم مراعاة العلاقة الناظمة بين خطاب الوضع وخطاب التكليف .
- وادراكا منا لأهمية الأمن الروحي، وأنه صار في عدد من دول القارة في دائرة الخطر، تماما كالنسيج الاجتماعي نتيجة مخاطر تفاقم التفكك والتشرذم جراء خطاب التطرف الذي يقوم على تأجيج النعرات العرقية وتغذية الاحتراب الداخلي.
- وانطلاقاً من ضرورة اضطلاع علماء إفريقيا بمسؤوليتهم الدينية والوطنية والتاريخية بتقديم مقترحات عملية تهدف إلى نقل بلدان القارة - ممثلة في فعالياتها الدينية - من حالة التأثر والانفعال، إلى مرحلة التأثير الفعال، ومن المسايرة إلى المبادرة في تعزيز السلام الإقليمي والعالمي.
- وإدراكا منا لاتساع نطاق استباحة حرمة الأنفس والأعراض والأموال، وفداحة مخلفات الإرهاب على الأمن النفسي والاجتماعي، واستنزافه للطاقات البشرية والاقتصادية، مما جعل المجتمعات تحتاج - اليوم - إلى إطفائيين همهم الوحيد كيف يكون إطفاء الحريق؛ حتى يتعافى جسد القارة مما يهيضه ويرهقه.
- واستثمارا لما حظي به إعلان انواكشوط في سنة 2020م من قبول واستحسان وما ناله من إشادة وتنويه، على المستويين الإقليمي والدّولي من جهات على رأسها الاتحاد الافريقي الذي تبنى على مستوى قمته في فبراير من سنة 2020م مضامين (إعلان انواكشوط) ليبرهن على وجاهة المبادرة وراهنية الموضوع
- وتفعيلا لمخرجات إعلان نواكشوط 2020، واستجابة للحاجة الملحة إلى جهد مشترك بين القيادات الدينية في المنطقة لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف،
- واستجابة للتّحديات الوجودية التي تواجه الإنسانية جمعاء، جراء وباء كوفيد 19 المستجد (كورونا) الذي غيّر برامج وخطط البشرية، وأعاد ترتيب أولوياتها وساءلَ توجّهاتها القيمية،
وفي مدينة نواكشوط، وتحت الرعاية السامية لفخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، هذا البلد ، الذي كان ولا يزال بهويته الإسلامية العربية الإفريقة، مثابة لطلاب العلم ومأوى لمريدي الخير، ومصدرا لبعوث الدّعوة،
وبشراكة بين الحكومة الموريتانية والمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، أحدى مبادرات منتدى أبوظبي للسلم، بدولة الإمارات العربية المتحدة، أيام 6 إلى 8 رجب 1443هـ / 8 إلى 9 فبراير 2022م،
وقد احتضن الملتقى مئات المشاركين ما بين وزراءَ وممثلي منظمات أممية ومسؤولي منظمات إسلامية وسفراءَ وممثلي هيئات حكومية ومراكزَ ومنظماتٍ دولية ومفتين وعلماء وقضاةٍ وقياداتٍ دينيةٍ ومفكرينَ وشخصياتٍ أكاديمية ونواب برلمانيين وغيرِهم. كما حظي الملتقى بمتابعة الالاف لجلساته وأعماله عبر وسائل الاعلام والمنصات الالكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف دول العالم وباللغات المختلفة،
وقد تناولت جلسات الملتقى محاور مختلفة، من أهمها، مايلي: إفريقيا-الوضع الراهن والمقاربات، تفكيك الخطاب المتطرف وتصحيح المفاهيم الشرعية، الحوارات والمصالحات وتعزيز السلم المجتمعي، الدين حافزا على المواطنة، التراث الافريقي رافدا للسلام، وإفريقيا- قارة المستقبل.
كما شهد الملتقى كذلك عدة ورشات حول الأدوار الإيجابية للتعليم والإعلام والشباب في صناعة السلم ومكافحة التطرف.
وقد خلص المشاركون في الملتقى الثاني للمؤتمر الافريقي بعد تبادل وجهات النظر في القضايا المدروسة، مستحضرين خصوصية الظرفية الاقليمية والعالمية، إلى ما يلي:
أولا- النتائج:
- يأتي هذا الملتقى وقد مرّ العالم، ولا يزال يمر، بجائحة كورونا التي أكّدت أولوية البحث عن قيم التضامن فالبشر اليوم مثل ركاب السفينة يحكمهم مصير مشترك. وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلّم مثلاً للمجتمع بركاب سفينة من طابقين، أراد أصحاب الطابق الأسفل أن يعملوا خرقاً في الجزء الخاص بهم، وهنا ينبه الحديث على أن أهل الطابق الأعلى لو (تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا). فالمصير المشترك يعني مسؤولية مشتركة.
- كما يأتي اختيار (بذل السلام للعالم) شعارا للملتقى هذا العام اقتباسا من الحديث الصحيح: "ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السّلام للعالم، والإنفاق من إقتار". وذلك تذكيرا وتأكيدا على أن المسلم الحق مطلوب منه أن يبذل السلام للعالم كله إنساناً وحيواناً وبيئة، بأن يكف يده عن الأذى، ولسانه عن نشر الفتن، وقلبه عن الكراهية.
- إنّ للأزمات التي تعاني منها إفريقيا أبعاداً سياسية وتنموية واجتماعية وعليه فإن حلولها لا بد أن تكون شاملة، غير أن البعد الذي يعالجه هذا الملتقى هو البعد الفكري، فإذا صلحت الأفكار صحّت الأعمال.
- هذا الملتقى منصة لإعلان الموقف الشرعي وفرصة للعلماء والمصلحين أن يدعو كل حامل سلاح أن يضع سلاحه، وكل خارج عن الجماعة أن يعود إلى مجتمعه، وكل من كفّر النّاس أن يعود إلى منطق الشرع، فتكفير المسلم كقتله كما ورد في الحديث.
- إن الدعوة إلى السلام هي دعوة إلى إحياء النفس (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، وهي من واجبنا جميعا تجاه غيرنا ففي الحديث الشريف: (مَنِ استطاعَ منكم أن ينفعَ أخاه فلْيفعَلْ). وإنّ من أعظم النفع أن نمنع الناس من الفتن ونحميهم من الاقتتال والقتل.
- إنّ دعوة السلم هي دعوة محبة وشفقة على أبنائنا الشباب من أن يضيعوا أعمارهم وأوطانهم في تدمير ذاتي لا تعمير، وفي ضياع لا صلاح. إنّه تذكير لهم بأنّ الأجدر بهم أن يعمروا الأوطان ويرفعوا البنيان ويقيموا الصلاة ويرفعوا الأذان وأن يحيوا الأرض بالزرع والعمل الصالح ونشر العلوم وبر الوالدين.
- على العلماء والاكاديمين العارفين بمقاصد الشريعة الالتفات إلى فقه السلم ففيه إحياء للتوجيهات القرآنية والنبوية وضبط للمفاهيم الشرعية.
- المفهوم الشرعي محكوم بخطابين خطاب تكليف وخطاب وضع. فإذا اختلّ خطاب الوضع بشروطه وأسبابه وموانعه، اختل خطاب التكليف فينقلب الأمر المطلوب محرماً.
- لا بد من تحديد وتجديد المفاهيم بكل قوة ووضوح وضبط علاقتها بالمصالح والكشف عن ضوابطها وحدودها الشرعية في ضوء النصوص الحاكمة والمقاصد.
- إن كثيراً مما يعيشه الناس اليوم من فتن مردُّه إلى التباس مفاهيم دينية، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد وطاعة أولي الأمر وهي مفاهيم كانت في الأصل سياجا على السلم وأدوات للحفاظ على الحياة ومظهرا من مظاهر الرحمة الربانية التي جاء بها الإسلام، أدى فهمها على غير حقيقتها إلى ممارسات ضدّ مقصدها الأصلي وهدفها وغايتها.
- أن من أهم ما ينبغي التركيز عليه الدعوة إلى إعادة الفاعلية لمبدإ الحوار والمصالحة، انطلاقا من القناعة الراسخة بأن الحلول العسكرية والأمنية وحدها غير كافية، وأنه آن الأوان لنستعيد التراث الإفريقي الأصيل في التسامح وفي حل المشكلات بالحوار والوساطات والمصالحات بالحكمة تحت أشجار الباوباب (الدوم) أوالنخيل المثمرة.
- إن التنازلات والملائمات من صميم الشرع ومنطق العقل، هكذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال صلح الحديبية، ولا يعتبر هذا النوع من التنزيل للقيم تنازلا عن حقيقة أو تخلّياً عن حق، بل هو بحث عن أنجع السبل لإحقاق الحق ورد الظلم، وحتى لا ينقلب المظلوم ظالما.
- بالحوار يُبحث عن المشتركات والحلول الوسط التي تضمن مصالح الجميع، وتدرء الحسم العنيف، وتبتكر الملائمات والمواءمات، التي هي من طبيعة الوجود، ولهذا أقرها الإسلام، وفق موازين المصالح والمفاسد المعتبرة.
- الجهاد كما شرعه الله عز وجل ومارسه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الراشدون، كان من أجل السّلم والرَّحْمة، أما التطرف والعنف فهو بغي وخروج على الناس بالسيف، لم تتوفّر فيه أسباب الجهاد ولم تتوافر فيه شروطه. كما أنه هو عبث لا يحق حقا ولا يبطل باطلا، بل يزهق النفوس البريئة ويؤجج الاقتتال الداخلي والحروب الأهلية التي حذّر منها النبي صلى الله عليه وسلّم في خطبة الوداع: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، وهو أيضا فساد في الأرض ينغص معايش الناس ويروّع أمنهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ).
- إن سبيل الله، نجاة وليست فوتاً، وحياة وليست موتا، "يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم".
- إن من المهم أن نوضح لأولئك الذين يرفعون تطبيق الشريعة شعاراً وذريعة للعنف، أن أول تطبيق للشريعة هو إحلال السلام وإيقاف الحرب.
- إن السلام مقصد أعلى تتحقق من خلاله بقية المقاصد، فبالسلام ترفع الدعائم الخمس، وتقام الخمس، وتحفظ الكليات الخمس، وتحقق القيم الخمس، وتطبق القواعد الخمس.
- إنه في ظل الأمن والسلام ترفع دعائم الإسلام الخمس من شهادتين، وصلاة وصيام وزكاة وحج. وفي ظلاله تقام الصلوات الخمس (فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة)، فبالسلم تلتئم الجماعات والجمع ويرفع أذان الإيمان والأمان، وبه تحفظ الكليات الخمس من دين ونفس وعقل وعرض ومال. وفي ظل السلام تحقق القيم الخمس الحاكمة للشريعة من خير ورحمة، وعدل وحكمة ومصلحة. وبالسلام تحقق القواعد الفقهية الخمس الناظمة لكل الشريعة، فالأمور بمقاصدها، والضرر يزال، والعادة محكمة، والمشقة تجلب التيسير، واليقين لا يزول بالشك.
- أظهرت جائحة كورونا أن الدَّولة الوطنية هي الملاذ الطبيعي والضروريُّ لدى الأزمات، فهي الخط الأول في وضع الأطر المناسبة للتصدّي لهذه التحدّيات.
- ينبغي توجيه كل الجهود التأصيلية إلى جعل الانتماء الديني حافزا لتجسيد المواطنة والعيش في ظل الدولة الوطنية.
ثانيا – التوصيات
وقد أوصى المشاركون في الملتقى بمايلي:
- التأكيد على الحاجة إلى مواصلة البحث عن خطاب جديد مقنع، ومقاربة متجددة تفتح الآفاق وتقترح الحلول بعيداً عن خطاب اليأس والقنوط الذي نُهي عنهُ المؤمنون: (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ).
- استحداث لجنة للحوار والمصالحات والتنمية، تجمع بين الحكماء والوجهاء والعلماء في كل بلد، وتعنى بالوساطات والمصالحات لفض النزاعات ذات الأشكال والأنماط المختلفة، سواء كان مردها إلى ضغائن وإحن تاريخية أو عصبيات عرقية وقبلية أو كان سببها الفكر المتطرف والإرهاب. ومن وظائف هذه الهيئة المقترحة التكوين والتدريب على ثقافة الحوار وآلياته ومبادئه وإشكالاته.
- انشاء وتنظيم قوافل السلام، تتكون من الأئمة والوجهاء من مختلف العرقيات والقبائل في المناطق التي تعاني من الحروب الأهلية والصراعات الدموية. تهدف إلى العمل الميداني المؤثّر في نشر قيم التسامح والأخوة وتكون رسل مودة تخفف غلواء الاختلاف وتعزز أواصر المحبة والأخوة داخل المجتمعات.
- ضرورة أن يصحب هذا الجهد الفكري جهد تنموي يعمل على مساعدة المتضررين وتشغيل العاطلين وتعزيز دور الدولة الوطنية وزيادة حضورها.
- أشاد المؤتمرون بنموذج دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم جهود السلام والمصالحات في كل دول العالم وبخاصة في إفريقيا ودول الساحل انطلاقا من رؤيتها الثابتة لأهمية التعايش والتصالح والتسامح.
- تأسيس " جائزة إفريقيا لتعزيز السلم" لتكون تشجيعا وتقديرا لمن لهم إسهامات بارزة في مجال السلم والمصالحات من علماء ومفكرين وشباب وصناع قرار في القارة الافريقية.
- تأسيس منصة إلكترونية تفاعلية لمتابعة التوصيات والاقتراحات وبلورة الأفكار.
- أسيس مقر رئيسي للمؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم يُعنى بتعزيز السلم وبث قيم التسامح والتعايش في إفريقيا ودول الساحل في نواكشوط ليكون مقرا لانطلاق أعمال المؤتمر في مختلف دول القارة.
- تشجيع وتكثيف لقاء القيادات الدينية بغية إبراز أن الدين يبني الجسور بين الثقافات، ويمكنه أن يكون قوة للسكينة والمصالحات.
- تكوين لجان تربوية لإعداد برامج تعليمية لمكافحة أفكار التطرف والغلو.
- عقد شراكات بين المؤتمر الافريقي لتعزيز السلم والمؤسسات الدينية والجامعية الحكومية والخاصة الاقليمية والدولية لتفعيل ومتابعة تنفيذ مضامين إعلان نواكشوط 2020
- نشر مخرجات ومضامين هذا الملتقى عبر شبكات التواصل وفي وسائل الاعلام في مختلف دول القارة وبمختلف اللغات الافريقية لتصل رسائله وأفكاره إلى جميع فئات المجتمع.
ويطيب للمشاركين في الملتقى الثاني للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم أن يعبروا عن صادق شكرهم وجزيل ثنائهم لحكومة الجمهورية الاسلامية الموريتانية على تيسيرها انعقاد هذا الملتقى في أوانه وبمستواه المعهود بأفضل السبل المتاحة في هذه الظروف الاستثنائية، وأن يرفعوا أسمى مشاعر الامتنان لفخافة الرئيس محمد ولد الشيخ العزواني حفظه الله على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر. كما يتوجهون بفائق الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على دعمها لهذا المؤتمر ورعايتها المتواصلة له.
كما يشكر المشاركون فخامة الرئيس محمد بازوم -رئيس جمهورية النيجر على تشريفه للمؤتمر ومشاركته القيمة في أعماله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وحرر بنواكشوط في 08 رجب 1443هـ / 10 فبراير 2022م
لجنة البيان الختامي